Wednesday, April 2, 2014

نماذج نحاسية

1-
غرفة في شقة في حي راقي .. شاب عشريني يجلس على سريره و تحت أنامله أزرار لوحة حسابه الآلي .. يكتب عن فتاة أحلامه , تلك الجميلة ,الرقيقة العصرية ذات الذكاء الحاد , يحادثها عبر برنامج للدردشة , يطول الحديث و ينتقل الاعجاب من أرض العالم الأفتراضي الفسيح , لأرض عالمنا الغير فسيح , يتواعدوا , يتوافقوا فكرياً و عاطفياً و أيضاً جنسياً , تمر السنين و هم في سعادة , و من ثم يتزوجوا.

2- 
ناصية شارع جانبي في حارة متواضعة .. شاب ثلاثيني يقف بصحبة رفقائه , يشعل سيجارته الرخيصة , ينتقل بعينه بين موأخرة صفاء بعبائتها السوداء و طرحتها الزرقاء و بين صدر منى ذات العباءة الخضراء و الطرحة البنية .. يخبر زملائه بحجم اللهيب الذي يعاني منه بين ساقيه بسبب هذه و تلك , يخبره الرفقاء بأن ذلك اللهيب يمكن تحجيمه عند نهى التي تعمل في مقهى يوجد داخل جراج في حارة مجاورة , و لكن عليه ان يكون سخياً و يقوم بدعوتهم لحضور الحفلة .

3- 
ساحة كلية أدبية في جامعة العاصمة .. شاب في الفرقة الأولى .. يبدو متوسط الحال , يقف مع زميله المتوسط الحال أيضاً ينتظران زميلتهما .. تصل الزميلة , لا يتصافحا , فقط يتم إلقاء السلام بعبارات شبابية خالصة , ينظر الشاب الأول للثاني و يخبره بنظرة حادة بأن يفسح له المجال كي يتحدث مع الزميلة "بحرية" , يذهب , تبدء عاصفة من اللوم وتهبط على رأس تلك الزميلة , لماذا تحدثت مع ذلك الشاب في أخر محاضرة و عن ماذا و كيف تم ذلك دون إذنه , يثور و يتركها على وشك البكاء .

4-
أمام نادي رياضي ها هو يقف مع فتاة جميلة يخبرها بحسن حظها بحجز أخر مكان في رحلة النادي للمدينة الساحلية الخلابة , يطلب منها الانتظار بداخل النادي حيث انه نسي بعض من أشيائه في السيارة , يذهب الي سيارته , يخرج هاتفه المحمول يقوم بالاتصال برقم معنون بحرف واحد , يرد الطرف الأخر بصوت مثير , يخبرها بانه سوف يلقاها بعد ساعة في نفس النادي لانه مكلف بالعمل لساعة إضافية , يغلق هاتفه و يتجه للهدف واحد مرة أخرى.
5-
في رحاب العائلة المحافظة يجلس مع والده بعد صلاة المغرب يقرأ معه ما تيسر من الكتاب , ينتهى من القراءة , يطلب من أمه عمل كوب من الشاي و يذهب الي غرفته , يفتح حاسبه , يضغط على ايقونة المتصفح , ينقر العنوان المطلوب , منتدى ديني يتعلم منه و من خبرات اعضائه عن دينه و كيف لحياته ان تتوافق مع كاتالوج عقيدته , بعد عدد من الساعات ينتقل لسريره , يخرج من جيبه مناديل ورقية , يضع حاسبه بجانب السرير الأيمن , يذهب الي اعدادت اظهار الملفات , يفتح ملف بعنوان "الجاهلية الأولى" , ينقر على رابع ملف جاهلي , يبدء في مضاجعة يده اليمني ..
زميلي القارئ الآن جاء دورك .. ضع النسبة المئوية المناسبة لكل نموذج لتتعرف على التقسيم الملائم لجهازك العصبي .     
     

Sunday, March 23, 2014

عالم بدون أم السعد



أولاً عزيزي القارئ دعني أخذك في رحلة تعريفية بما يحمله معنى لقب " أم السعد" .. للوهلة الأولى قد تعتقد ان تفسير اللقب هو انه لسيدة ريفية بسيطة ,تخبز الفطير المشلتت و تقوم بكل أعمال المنزل من كنس و مسح و تلميع و غسيل سواء لأطباق أو ملابس .. الخ , و في بعض الأحيان اعمال ما في الحقل , ولكن هذا ليس مقصدي .

لقب أم السعد في هذه السطور يقصد به كل أنثى همها الأكبر في الحياة هو "بيت العدل" ,هي تلك الأنثى التقليدية التي تأتمر بأمر فلان و علان و ترتان من المحيطين بها , و بما يمليه عليها المجتمع .

ترتدي الحجاب غير المبالغ فيه , لاتخرج كثيراً لظروف خارجة عن إرادتها , لا تضع اي نوع من مساحيق التجميل على وجهها , تستمع الى الأغاني الرومانسية دائماً ,في أغلب الأحوال لا تعمل و لكنها تخرجت من جامعة أو معهد ما.

تتعمد اظهار ايمانها و اعلام الجميع انها تؤدي الصلوات جميعاً ,هي أيضاً التي تتكلم عن الجنس مع صديقاتها و كأنها خبيرة طبية متخرجة من جامعة أوكسفورد قسم "علاقات زوجية" , هي التي تتكلم عن الحب و العاطفة ثلث أرباع وقتها .

هي تلك الأنثى التي بلغت عقدها الثالث و لم يلمس جسدها بشكل حميمي أي كائن بشري , هي تلك البائسة التي تحاول اقناع نفسها بان كل شئ على مايرام و ان العيب في الجنس الأخر - و قد يكون - هي تلك الأم السعد .

تخيل معى ذلك الكيان المشوه المطلوب منه ان يكون مبتكر و مبدع , نافع لنفسه و ياحبذا لو لبيئته . أن يكون نداً لشخصية هي عكس كل ما هي عليه , أن تكون نداً لأنثى اخرى لا تحمل اطنان التعاسة التي تحملها أم السعد .

فندها تربت على ان تقرر مصيرها منذ ان بلغت سن الثامنة عشر , لا يوجد عليها أي أعباء مجتمعية مرضية تجعلها أسيرة الأحلام الوردية , مندمجة في مجتمع حيوي يتشارك فيه الذكور و الاناث بشكل متساوي , ندها هو كل ما حلمت به أم السعد و لم تستطع تحقيقه.

هنا لا توجد حلول و مناقشات , لاشئ سوى تثبيت المرآة على أم السعد , علها تدرك كم اضاعت من أيام و سنين لن تعود .

خلى بالك يا أم السعد أحسن الأكل يتحرق ..قومي  

Monday, February 17, 2014

في العمق

في العمق


 .العمق العمق .. العمق و سنينه و أيامه , في الثلاث سنوات الماضية المرض الأكثر انتشار في عالم الشبكة العنكبوتية هو العمق 
  
ببساطة شديدة العمق هو كلمات قليلة مبهمة منمقة نحوياً , تجدها في سياق سيريالي لا يفهمه حتي كاتبه , تلك الكلمات بعضها عن الموسيقى ,بعضها عن السياسية , بعضها عن "ذلك الحذاء الكائن خلف المصباح الأخضر, على الأرض الزرقاء و فوقه السماء حمراء "
يحاول دائماً كاتب الكلمات بأن يبعث في صدرك ذلك الاحساس بأنك لست بعميق كي تفهم كلماته التي هي في ظاهرها بوهيمية و لكنها في الباطن عميقة كعمق بئر مسعود .. فاذا ما سألته عن معني تلك السطور التي حاولت جاهداً فهمها , لا يرد عليك و يكتفي بارسال ابتسامة اليكترونية تجعلك تشعر بان من يرسل رداً كهذا فانه بالتأكيد لن يهدر جزء و لو بسيط من وقته الثمين في الرد على سؤال كسؤالك غير العميق.

العميق شخصية تخبرك في كل ساعة و كل دقيقة بانه يحتسي القهوة , و كأنه يعيش في برميلٍ من البن البرازيلي .. فالقهوة في عالم العماق هي كالبطاقة البلاتينية التي تحتاجها كل يوم لتعبر بوابة عملك في الصباح - هذا ان كانت هناك بوابة أو ان كنت تعمل من الأساس - ,أيضاً في ذلك العالم البلاستيكي تجدهم جميعاً يسمعون لنفس الاغاني و نفس المطربتين اللتان لن أكتب اسمهما .

لن استفيض في دخول ذلك العالم ولكني أود أن أبعث برسالة من شخص ليس بعميق بالمرة و لن يكون في يوم من الأيام , الرسالة هي : كفاكم عمقً يا ايتها الأمساخ السخيفة .. و أتمني من أعماق قلبي أن تقع قهوتك المجيدة على عضوك الحميم فتسلخه تماماً و في الخلفية موسيقى مطربتك المفضلة .. فقط لكي تبقى تلك اللحظة ذكري عميقة في تاريخ حياتك
سلام معمق